المقالات - توقيع "اتفاقية رودس للهدنة" بين الدول العربية والكيان الصهيوني عام 1949


توقيع "اتفاقية رودس للهدنة" بين الدول العربية والكيان الصهيوني عام 1949 | فلسطيننا

بعد حرب 1948، التي شنّها العدو الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني بدعمٍ غربي، وما نتج عنها من تهجير أكثر من 750 ألف فلسطيني من أرضهم واحتلال نحو 78% من مساحة فلسطين التاريخية، أُعلنت في 15 أيار/مايو 1948 إقامة ما يسمى بـ"دولة إسرائيل"، لتبدأ مرحلة جديدة من الصراع انتهت بتوقيع ما عُرف بـ اتفاقيات الهدنة في جزيرة رودس.


خلفية الاتفاقيات

جرت المفاوضات برعاية الأمم المتحدة في جزيرة رودس اليونانية، بين ممثلي العدو الصهيوني من جهة، وممثلي كلٍّ من مصر، الأردن، سوريا، ولبنان من جهةٍ أخرى، باستثناء العراق الذي رفض التوقيع.

كانت هذه المفاوضات تهدف – وفقاً للأمم المتحدة – إلى وقف الأعمال القتالية وتحديد خطوط الهدنة، لكنها عمليًا أدّت إلى ترسيخ حدود الأمر الواقع التي رسمها الاحتلال على حساب الأرض الفلسطينية.


ووقعت كل دولة على الاتفاق بشكل منفصل، بدأت بالتتابع:

  • 24 شباط / فبراير 1949: مصر.
  • 23 أذار / مارس 1949: لبنان.
  • 3 نيسان / ابريل 1949: الأردن.
  • 20 تموز / يوليو 1949: سورية.

وبدأت المفاوضات في جزيرة رودس اليونانية، بواسطة الأمم المتحدة بين العدو الصهيوني من جانب، وكل من مصر والأردن و سوريا ولبنان من جانب آخر، وفيها تم تحديد ما يسمى بالخط الأخضر. وتم سحب القوات العربية كمرحلة إنتقالية.

وضعت الهدنة ما تبقى من فلسطين تحت السيادة الاردنية والمصرية، ونصت على منع القيام بأي أعمال قتالية تخترق خط الهدنة. وباشرت الدول العربية برقابة صارمة لمنع الفلسطينيين من إجتياز الحدود، أو شن عمليات فدائية ضد الصهاينة.

سمحت الهدنة للكيان الصهيوني بتثبيت سيطرته على الأرض.


نتائج اتفاقية رودس

تثبيت الاحتلال الصهيوني على الأرض الفلسطينية، إذ اعترفت الهدنة عمليًا بسيطرته على معظم فلسطين.

تقسيم ما تبقى من فلسطين:

  • الضفة الغربية ومدينة القدس الشرقية وُضعت تحت الإدارة الأردنية.
  • قطاع غزة بقي تحت الإدارة المصرية.
  • إيقاف العمليات القتالية ومنع أي اختراق لخطوط الهدنة.
  • فرض رقابة عربية مشددة على الحدود، لمنع الفلسطينيين من العودة إلى أراضيهم أو تنفيذ عمليات فدائية ضد الاحتلال.


الخط الأخضر

أصبح الخط الأخضر الحد الفاصل بين ما احتلّه الصهاينة عام 1948 وبين ما بقي من الأراضي الفلسطينية.

ورغم تسميته بـ"خط الهدنة المؤقت"، فقد تحول عمليًا إلى حدود سياسية بحكم الأمر الواقع استغلّها الاحتلال لترسيخ وجوده العسكري والإداري.


السؤال: لماذا لم تستمر القوات العربية بالقتال؟